ملاحظات حول جريدة « ثورة »


مقال كتبه: ليون تروتسكي
التاريخ
: ديسمبر 1934
المصدر: « أعمال تروتسكي » الصادرة بإشراف بيار برويه. منشورات EDI الجزء 4 – ص 289
التحويل الرقمي: ‎ جريدة المناضل-ة (مارس 2005)


صدر هذا المقال في النشرة الداخلية للحرس البلشفي اللينيني ( شبيبة ) في عددها الثاني يوم 20 ديسمبر 1934. وهو أصلا رسالة إلى هايجنورت موقعة باسم « جماعة من القراء » . وكانت قيادة وفاق الشباب الاشتراكي بالسين Seine قررت إصدار جريدة ثورة قبل دخول الشباب اللينيني إلى صفوفها. وكان دافيد روسيه رئيس تحريرها وكان العدد الأول قد صدر مؤرخا بديسمبر 1934 وبيعت منه 12 ألف نسخة.
 

كان إصدار ثورة من طرف وفاق تحوز به العناصر الثورية تأثيرا كبيرا يثير مخاوف قيادة الفرع الفرنسي للأممية العمالية (الحزب الاشتراكي) والقيادة الوطنية للشبيبة الاشتراكية التي كانت تصدر جريدتها الخاصة « صرخة الشباب ». وأفضى تحريك مسطرة مند العدد الأول إلى قرار من اللجنة الوطنية المختلطة بمنع إصدارها مع تهديد المتعاونين مع الجريدة بالطرد إن هم أصروا على إصدارها. وبعد نقاش ساخن تنازل قادة الوفاق شكليا لكن ثورة صدرت من جديد تحت المسؤولية الشخصية لثلاثة من مناضليها المسؤولين بما هي جريدة خارج الفرع الفرنسي للأممية العمالية – وكان عنوانها متبوعا بالإشارة التالية: « جريدة نضال وكفاح الشبيبة العمالية » وجرى توزيعها في باريس والإقليم بنجاح أكيد.


1) يجب أن تكون ثورة جريدة عمالية أو لا تكون. ليست الجريدة العمالية جريدة مكتوبة لأجل العمال. ولا هي بالضرورة جريدة مكتوبة من طرف العمال. لكن عليها أن تعكس الحياة العمالية وأن تجيب في اللحظة المناسبة عن الأسئلة التي تثيرها الأحداث – كبيرها وصغيرها – لدى العمال.

2) تجب الكتابة بوضوح، ولأجل ذلك يتعين الإلمام الجيد بالمسألة التي يراد تناولها والهدف المتوخى من العرض. يجب الإحجام كليا عن الكتابة لأجل الكتابة، ولأجل صنع « مقال رائد » أو أي باب ما.

3) قبل كتابة مقال حول مسألة ما يجب مناقشة موضوعه مع عمال شباب والاستماع بانتباه إلى أسئلتهم واقتراحاتهم و اعتراضاتهم، الخ. وبعد كتابة المقال يجب إخضاعه لانتقادات العمال الشباب.

4) يجب تفادي تقليد الصحافة الكبيرة، سواء فيما خص ترتيب الأبواب أو المواضيع أو نبرة العرض. وعندما تبرز مسألة هامة بالنسبة للطبقة العاملة، وبوجه خاص بالنسبة للشباب، يمكن ويجب أن نزيح الأبواب كلها ونخصص العدد بكامله لنفس المسألة (بطالة الشباب مثلا أو إضراب كبير بمشاركة الشباب، الخ.) مع تسليط الأضواء عليه من مختلف الجوانب: عرض دقيق للوقائع. وروبورتاج حي ومقال نظري حول نفس الموضوع ، ووقائع مماثلة من الحياة العالمية، الخ . إن هكذا عددا من الجريدة بمثابة قذيفة تشق طريقها.

5) يجب أن نتفادى بشكل مطلق نبرة معلم يلقن لأطفال صغار. يجب الكلام دائما مع أنداد (اصناء) لكن الكلام بصدق، بعد دراسة و إعداد، دون ستر الثغرات بجمل جوفاء.

6) يجب ألا يكتسي المقال أبدا طابع تعليق على أحداث يفترض أنها معروفة. يجب أن يكون لكل مقال بناؤه الصلب المكون من وقائع وتواريخ دقيقة. ويجب أن تكون التعليقات بسيطة مختصرة ونابعة من عرض الوقائع نفسه. إنه السبيل الوحيد لتجنب « الأسلوب التلقيني » العقيم و المُهين.

7) عدم خشية تكرار أكثر الأمور بساطة مع إنعاشها باستمرار بوقائع جديدة.

8) المتابعة بكل انتباه لكامل الصحافة الفرنسية البرجوازية والعمالية، السياسية منها والنقابية، الباريسية و المحلية، وقص كل الوقائع، حتى التافهة، ذات الصلة بحياة الشبيبة العاملة ووضع القصاصات في ملفات والاستعانة بالملفات كلما تعلق الأمر بكتابة مقال حول هذه المسألة أو تلك.

9) وضع فوري لخريطة صحفيي الربورتاج الثوريين. و تعيين حي من المدينة أو وظيفة خاصة لكل واحد (العدالة البرجوازية للعمال، البطالة، الحساء الشعبي، العمال الأجانب، الثكنة، الخ.) كما يجب أن يكون صحفيو الربورتاج محرضين ومستقطبين. وعليهم أن يكونوا على صلة دائمة بالوسط الذي كـُلفوا به.

10) جمع كل المشاركين في تحضير الجريدة وصحفيي الروبرتاج وبعض العمال الشباب، مرة أو مرتين أو أربع في الشهر حسب وتيرة الصدور، قصد جمع الاقتراحات ومناقشة المقالات قيد الإعداد.

11) توجد في ركن الوقائع المختلفة بالصحافة وقائع ذات دلالة كبرى لفهم الحياة الاجتماعية بوجه عام، وحياة العمال الشباب بوجه خاص. ويأتي كل يوم بأنباء حول انتحار شباب يائسين، الخ. يمكن في الغالب ملء صفحة كاملة بهذه الوقائع المختلفة مرتبة بشكل جيد مع تعليقات موجزة وفعالة.

12) المقالات الموقعة ليست مستحبة في الصحافة العمالية بوجه عام وتلك الموجهة للشباب بوجه خاص. يجب تعويد القارئ على أن يرى في الجريدة شخصية جماعية أي المنظمة.

13) يجب توضيح مسألة المجتمع الاشتراكي، كنقيض للمجتمع الرأسمالي، من خلال هذه السمة أو تلك، في كل عدد وفي كل فرصة سانحة. ويجب أن نجد لدى كبار الاشتراكيين، بدءا بالطوباويين، صيغا نافذة من بضعة أسطر قصد نشرها في كل صفحة بمعدل 2 أو 3.

14) ما لا يقبل بأي وجه هي التلميحات التي لا يفهمها غير الشباب « البيروقراطيين » والتعابير غير المفهومة إلا من زمرة خاصة والاختزالات غير المفهومة مطلقا من العامل الشاب المتوسط.

15) لا يمكن للجريدة أن تصبح جريدة عمالية إلا إذا جرى توجيه كل قوى المنظمة نحو الأحياء العمالية ونحو الأحياء الصناعية، الخ. إن جريدة لا تستقطب عمالا إلى المنظمة لا تستحق الوجود.

16) أخيرا يجب أن تنعكس حقبتنا بشكل جيد في الجريدة. إن السمة الأساسية لهذه الحقبة متمثلة في كونها تثير اعمق أسئلة الحياة الاجتماعية وتتطلب الإجابات الأكثر جذرية. إننا نعيش حقبة قبل ثورية لا ينقصها غير حزب كفاحي فعلا لتتحول إلى حقبة ثورية. يجب أن تكون الجريدة كفاحية وجريئة وأن تصوب بعيدا.

( ديسمبر 1934 )